تستنكر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بشدة ما أتاه محمد هنيد، المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية، إثر تعمّده منع عدد من الصحفيات والصحفيين ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية من دخول قصر قرطاج لتغطية مراسم تكليف مهدي جمعة بتشكيل الحكومة، متعللا بوجود قائمة مسبقة في الصحفيين المكلفين بالتغطية وواضعا حدودا لعمل الصحفيين وخطوطا حمراء تمنع المعلومة عن المواطن وتحد من حرية الصحافة وحق النفاذ للمعلومة.

و إذ تدعو النقابة الوطنية مؤسسة رئاسة الجمهورية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لهذا الأسلوب الذي ينم عن عقلية معادية لحرية الصحافة والتعبير وعن أسلوب يُقلل من احترام السلطة الرابعة ولا يعي دورها الأساسي في الانتقال الديمقراطي، فإنها تطالبها بالاعتذار للصحفيين الممنوعين من التغطية وللأسرة الإعلامية، حتى لا نضطر إلى أسلوب المقاطعة لفرض احترام الصحافة والصحفيين. ولا يفوت النقابة أن تُنوّه بالموقف المشرّف للزميلات والزملاء الذين تضامنوا مع بعضهم البعض وعبروا مرة أخرى عن رفضهم المبدئي لهذه الأساليب، منتصرين لحريتهم ولحقهم في القيام بواجبهم المهني بكل حرية ودون تدخل من أي طرف، وتدعوهم إلى مزيد من التضامن والتكاتف من أجل إعلام حر وتعددي يرتقي إلى تطلعات المواطن التونسي رغم قوى الجذب إلى الوراء. وفي سياق متصل تُندد النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالإخلالات الحاصلة على مستوى أخلاقيات العمل الصحفي وبالتجاوزات الخطيرة خاصة في الإعلام الإلكتروني وآخرها موقع "تانيت براس"، مطالبة الصحفيات والصحفيين بمزيد من الالتزام بميثاق الشرف وبالضوابط الأخلاقية والمعايير المهنية.